رسالة من روما/عادل شمالي
…..
ومن هنا كتبت لك
من بلد الحضارة وفاتيكان القداسة
أنت معي وميض وجداني
وكنت هناك فكري وعنواني
أليس أنتِ
إحساسي وغيمة مشاعري
تجولنا على أرصفة الحجارة
وفي شوارعها الضيقه
أسمع طقطقت المركبات
أحسبها صوت دعسات الخيل
ومن بعيد تعلو أنغام أجراس الكنائس
تخمرني تراتيلها وشجن الأصوات
أسكر من على شرفتي
حيث حبال المطر وأوتار شمس النهار تخترقها
الصقيع يسكن الأرصفة وما قل من الورود
وهناك بحيرة الأماني
عشقت فستانها الأزرق
صدى صوت عادل أمام ينادي" الساعه بخمسه جنيه والحسابه بتحسب"
يحضنها رجالٌ فرسان
العريسُ واحدٌ
أمنيةٌ مخفيةٌ بين قطرات الماء
يدفع العشاق المال
يرمونه للخلف
اسطورة تناولها الأحفاد
تحولت محجًا للغرباء
زرتها وعشقتها
محاطةٌ بالحوانيت
مكتظةٌ بالمارة والمتنزهين
المتجولون والبائعون ابتسامتهم عريضةٌ
يريدون الترويج لصناعتهم ..يبيعونها
يقول شاب اسمر داكن البشر
لسفيرة معنا "اشتري منا"
أريد أن أبعث لأهلي قوت عيشهم
أريد أن أعود لبلادي
إشتقت لها
والوانٌ من البشر يقتنصون فرص معيشتهم
أعمالٌ يدويةٌ مزركشةٌ كألوان جلدتهم وللباسهم
ونحن في بلاد ملاذ البشر
للمقهورين وغيرهم من الهاربين من الكبت والقهر
أه ما أروع بلد الحضارة
في كل مكان تتجول
مواقعٌ أثريةٌ جبلت بدماء البشر
بعرق الموتى
شهداء لقمة العيش