يا سجّاني وسجيني /عادل شمالي
…………
لن أركَ بأَحداقي
لن أَبكيكَ
لا أُريدكَ أن ترحلَ
بربّكَ لا تجبرني أن أقسى وأشتمَ وأفعلَ
الدّهرُ خائنٌ أرعن
والحياةُ تقسو وتجبر أن نتحرّكَ نبعدَ أَو نقربَ
فيها الرّبيعُ الأخضرُ
وابنُها الصّيفُ والجفافُ والحرُّ الأكبرُ
ولا تنسى الشّتاءَ والمطرَ والخريرَ والرّعدَ واعصارًا لا يهزم
وهل تنسى خريفَ بجفافِهِ يقتلُ
لا تنسى إنّ الطّلوعَ شاقٌّ والصّعودَ أجملُ
لا تنسى أنّ النّزولَ حلوٌ وسهلُ لكنّهُ فشلٌ وسقوطٌ يُرعبُ
لن أبكيكَ أن رحلتَ
لا أريدكَ ديمةُ خانَت أقحلَت ورحلَت بلا أثرٍ
ولا قمرًا اختفى بينَ السّرابِ
نعم لن أراكَ بأحداقي
فأنتَ وميضُها وبريقُها
أنتَ الرّؤيةُ والبصرُ والبصيرةُ
لا أريدكَ أن ترحلَ
فرحيلكَ يفقدني كلَّ شيء
ابقَ تأسرني بدفئِكَ حنانِكَ ونعومتِكَ
يا سجّاني وسجيني
أنتَ قلبي ووتيني
أنتَ عشقي وحنيني
ابقَ غرّد على أَفناني
بينَ أحضاني
بين أَيقونات وجداني
الزّمنُ خائنٌ ولو صدق
وضوءُ السّرابِ كاذبٌ ولو ظهر
لا تغادر لا ترحل
ابقّ.. الزّهرَ والعطرَ والكأسَ والخمرةَ
ابقَ النّبعَ بلا جفاف
ابقَ طعمَ الحياةِ
ابقَ غذاءَ الرّوحِ
ابقَ الماءَ وملحَ الطّعامِ