هيبة الإنتصارات المزعومة/عادل شمالي
ماذا اصاب القومُ
سُرقنا في وضح النهارِ
أمةٌ تتخبطُ ببحرِ المناقضاتِ
نتماهى بتاريخِ الأجدادِِ
نتفاخرُ ببطولاتٍ منها حقيقة
وبعضها وهميّة
او نبالغ فيها حتّى النّخاعِ
نقول كان الأجدادُ
ولا نسألُ أين نحن الآن
فعلوا الكثيرَ من بطولاتٍ وصنعوا حضارةً
ونحن نفعلُ القليلَ او لا نفعلُ شيئًا
بل نهدمُ ما بنوا من ثقافةٍ وحضارةٍ
نهمِّشُ كلَّ شيءٍ
هم كانوا يفعلونَ
ونحن نثرثرُ بلا فعلٍ أو عملٍ
حرقوا كتبَنا
ونحن نتسلّى بالقيلِ والقالِ
نشتمُ بعضَنا…نقتلُ بعضَنا نحاربُ بعضَنا
ماذا اصاب القومُ يا تُرى؟
الكل؟ُ يتقدَّمُ إلى الأمامِ ليصنعوا تاريخًا يبقى منارةً
ونحن نسبحُ في المهاتراتِ …
نغرَقُ في عولمةٍ تشلُّ تفكيرَنا
تقتُلُ تطلعاتِنا
ماذا أصابَنا يا ترى؟
الكلُّ يتقدَّمُ ونحن من وراءِ الوَرى
نتسلَّى في خيباتِ بطولاتِنا
نرتدي نظاراتِ العمى
آه كم فقدْنا الفكرَ والرَّوْحَ والعقلَ في التّسليّةِ والمُزاحِ
كنا في قمّةِ الكمالِ
علماءٌ وأدباءٌ وفرسانٌ
كنا في قمم الثقافاتِ
حدودُنا ما بعد السّماءِ
مكتباتٌ …إرْثٌ كبيرٌ يزادُ ويزدادُ
غزانا الاستعمارُ بفكرٍ بليغٍ
ووقعْنا في فخِّ الجهلِ
لا ضوْءًا في آخر النَّفقِ
حياتُنا سجونٌ
وتفكيرنا أعمى
لا أملًا بالنّهضة من جديدٍ
لأمّةٍ سرقها الماضي البعيدُ
وغزتها عولمةُ الحضارةِ المزيَّفةِ
وهيْبَةُ الانتصاراتِ المزعومةِ