مناجاة لاجئ /عادل شمالي
…………
يا فراشتي ..يا صديقتي
يا رفيقة دربي
هل مررتي من هنا
عبر سنديانة ذاكرتي
عبر خيالي ووجداني وأيقونة أفكاري
مري راقصي أوتاري
داعبيها بجناحيك
قَبّلي زهرة فؤادي بثغرك الوردي
أخبريني…اروي لي حكاية شعبي الأسير
شعبًا صلبه الأسياد الطغاة
احكي لي عن سمائي عن أرضي
عانقي هوائها
احملي لي حبات ترابٍ من أرضي
تبلليي بعطرها وأتي بما استطعتِ
فأنا في الإنتظار
أشتاق إلى رائحة ترابها المقدس المجبول بدماء الأجداد
المعطر بعرق الكادحين من عمال وفلاحين
مري على كروم الزيتون والعنب والرمان
قبلي الأثمار
اجمعي لي باقاتً من النعناع والمردقوش والزعتر
احمليها في وجدانك
ارسمي لي طيور الحجل والحساسين والشحارير والدوري وكل طيور بلادي
اغتسلي بيانبيعها وأنهارها
تأملي بحرها
ناجي النوارس على الشطآن
إجمعي لي كل أيقونات محتوى الديار
فإنا ما زلت أعشقها ومتيمٌ بها حتى النخاع
ما زلت على العهد …أنتظر
أعيش ذكراها
أعيش على ذاكرة البيادر وسنابل الخيرات
وحقول الفستق والذره
أحن إلى صوتِ نايٍ يطربني بين الروابي والسهول
بحانب غديرٍ مخمورٍ بصمتٍ يصغي إلى هدير شلال من العشق
وثغاء القطيع ونباح كلبٍ أليف
ما زلت أشتاق إلى نشاط الشباب والشابات على الطريق إلى نبع القرية
ما زلت أعيشكِ يا بلادي
أحياكِ مع رسول حكايتي
فراشتي وصديقتي واسراري
…….
٢٠٢٠/٩/٢٠