قرية قديمة تمتد جذورها في التاريخ إلى أكثر من ألف سنة، فقد ذكرها شيخ الربوة المتوفى في سنة ( 727 ه – 1327 م ) في كتابه " نخبة الدهر " ، حيث قال: " قرية الغجر تقع في أعالي الحولة" وقد سماها إقليماً، وهي إشارة غير مباشرة لكبر هذه البلدة، وتبعية قرى أخرى لها.
يعيش سكانها منذ القدم على الزراعة، حيث تبلغ المساحة الإجمالية لأراضيها ( 8530 دونم ) تسقيها ثلاث ينابيع : الأول نبع عين التينة، والثاني نبع عين دب، وأما الثالث فهو نبع الحاصباني والمعروف عند السكان نبع الغجر.
توالت ممالك وسلطات كثيرة على هذه القرية، وقد كانت هدفاً مميزاً لجميع القوى الغازية، وذلك لقربها من مدينة بانياس الحولة، ولموقعها الاستراتيجي فوق وادي الحاصباني، وبجانب نبع الوزاني الذي يجري بشكل دائم خلال أيام السنة.
ذاقت هذه القرية الأمرين زمن الاحتلال التركي والفرنسي، وقد عُرض على سكانها الهوية اللبنانية عندما أنشأ الاستعمار الفرنسي كيان دولة لبنان الكبير وذلك عام 1924، إلا أن سكان القرية رفضوا الهوية اللبنانية، وفضلوا أن يحافظوا على هويتهم السورية، وعلى مواطنيتهم وأرضهم السورية، ولذلك أسماها اللبنانيون " قرية الغجر السورية " تمييزاً لها عن بقية القرى اللبنانية التي تحيط بها من كل جانب.
في الفترة العثمانية كانت القرية تتبع محافظة حوران، قضاء القنيطرة، أما زمن الاستعمار الفرنسي فقد كانت تتبع إلى محافظة دمشق قضاء القنيطرة. إلى أن أصبحت مدينة القنيطرة محافظة فصارت تتبع لها وقضاءها قرية مسعدة في الجولان السوري المحتل.
أثناء حرب 1967 احتلها إسرائيل من الدولة السورية ، وهي ما تزال تحت الاحتلال حتى يومنا هذا.
معطيات الأرض والسكان
القرية مؤلفة من حارتين: جنوبية وشمالية.
الحارة الجنوبية: هي أصل القرية القديمة. وفي سنة 1956 م امتد البناء إلى الحارة الشمالية وذلك بموافقة المعنيين عن إصدار رخص البناء الموقعة في دمشق، حيث أن هذه الحارة هي جزء من أراضي القرية وتسمى منطقة "الصليّب" وأكثر الذين بنوا بيوتهم في هذه الحارة هم من النازحين الذين نزحوا إلى دمشق أثناء حرب 1967، وهم الآن يسكنون في مساكن برزة للنازحين.
بلغ عدد البيوت التي بنيت في هذه الحارة الشمالية حتى سنة 1967: (25 بيتاً) كلها من الحجر البازلتي الأزرق، ولا تزال موجودة حتى اليوم. وهذا الأمر يُكذّب ما جاء في بعض الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والتي تقول بأن سكان القرية زحفوا نحو الأراضي اللبنانية بعد سنة (1976 أو 1982) وبنوا بيوتهم في الحارة الشمالية التي يدّعون بأنها لبنانية.
إن الأرض التي بنينا عليها بيوتنا في الحارة الشمالية هي أرض ملك، وأصحابها موجودون على ترابها، ولدينا الوثائق التي تثبت ذلك، وليس لأحد من جيراننا اللبنانيين وغير اللبنانيين الحق فيها ولو لشبر واحد، وإن جيراننا في قرية الماري يعرفون ذلك جيداً، وإن حدود أراضينا السورية تبعد عن آخر بيت بني من الجهة الشمالية أكثر من مائة متر. وهذه الحدود تمتد من الحاصباني غرباً إلى جبل الشيخ شرقاً.
في الماضي حتى سنوات السبعين كان يدير شؤون القرية مختار وهو السيد أبو حسن سلمان الخطيب الذي كان عُين من قبل الدولة السورية قبل حرب الأيام الستة سنة 1967 واستمر في وظيفته وخدمة أبنا القرية بعد الحرب كمختار للقرية حتى ان انتخب رئيساً للمجلس المحلي في زمن الحكم العسكري للقرية في سنوات السبعين بالتزكية واستمر في عمله حتى سنة 2003 تقريباً، يخدم أبناء القرية، يقيم المدارس والملاعب، يشق الطرف ويعبدها، طور بلدته وحصد الجوائز من قبل وزارة الداخلية لحسن الإدارة وعدم هدر المال العام لعدة مرات. إن تعاون السكان معه في دفع ضريبة الأملاك كان قد ساهم في تطوير القرية زد على ذلك اشراك كبار السن من المشايخ في اتخاذ القرارات المصيرية للقرية حسب مبدأ "وشاورهم في الأمر " وأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ".
بعد استقالته من منصبه وبعد خدمة زادت عن 46 عاماً في خدمة أبناء قريته بإخلاص وعزيمة، خلفه في رئاسة المجلس المحلي السيد أبو هاشم احمد فتالي أيضاً بفوز قائمته بالتزكية لعدم وجود قائمة منافسة لقائمته. أيضاً قام السيد أبو هاشم احمد فتالي في المتابعة في التفاني بالعمل فعمل على دعم التربية من إيمانه بان التربية هي أخلاق الأمم، فأكمل الطريق ببناء غرف التدريس واقام ملاعب الأطفال والروضات، شق الطرق وعبدها، أقام الحدائق العامة والميادين ( ככרות الدواوير) كدوار سيدنا الخضر عليه السلام ودوار مدخل القرية وتخطيط الشوارع وتنظيم حركة السير بوضع الإشارات المرورية، وإقامة الأرصفة وحديقة السلام التي بلغت تكاليفها أكثر من مليون وسبعمائة ألف شاقل جيد، توسيع شبكات الكهرباء وغير ها الكثير، الكثير من مشاريع.
حصد الرئيس أبو هاشم أحمد فتالي عدة جوائز في حسن الإدارة وعدم هدر المال العام تقديراً له ولعمله في الإدارة السليمة في قريته التي يدفع سكانها بمعظمهم المخصصات المطلوبة للمجلس المحلي.
السيد أبو هاشم أحمد فتالي رجل متواضع ومتفاني في العمل، عندما تسأله عن سر نجاحه في وظيفته، يقول لك: " أنا أخدم أولاد بلدي، هؤلاء هم أهلي وإخوتي، نتعاون معاً لبناء القرية ورفاهيتها وخدمة بعضنا بعض، هذا واجبي تجاههم".
قرية الغجر تحظى باهتمام بالغ من رئيسها في مجال التربية والخدمات. ماء وكهرباء، جمع النفايات وغيرها من مستلزمات الحياة والدليل على ذلك من يزور هذه القرية الوادعة والطيبة بأهلها وبجمال مناظرها، يتفاجأ من حسن نظافتها ومرافقها العامة فشوارعها مزينة بالورود والحدائق العامة، التي هي من أجمل الحدائق، يرعاها عمال مجلسنا بتوجيهات من الرئيس.
يوجد في قرية الغجر روضات وبساتين أطفال، مدرسة ابتدائية وأخرى ثانوية تعتبران من المدارس الجيدة جداً والمجهزة بأحسن التجهيزات العصرية كحواسيب وآلات طباعة وغرف مختبرات وملاعب وغيرهم.
وفي الآونة الأخيرة حصل تقدم كبير، حيث زادت نسبة المستحقين والحاصلين على شهادة البكلوريا " البجروت" في مدرسة سلمان الخطيب الثانوية (التي سميت على اسم رئيس المجلس المجلس السابق ومختار القرية الشيخ أبو حسن سلمان الخطيب، عربون محبة ووفاء، لما قام به خلال الفترة الطويلة من خدمته الصادقة لأبناء فريته الغجر).
وفي الابتدائية حصل طلابها على المركز الأول في إسرائيل بموضوع البرمجة وأقيم بها متحف تراث، هو الأول من نوعه في المدارس العربية واليهودية والذي حظي على مباركة وزارة المعارف في قسم الشمال.
لم تتقدم قبل أكثر من سنتين في الاستحقاق الانتخابي للمجلس المحلي في القرية أية قائمة تنافس قائمة الرئيس الحالي لتفوز قائمة الرئيس السيد أبو هاشم أحمد فتالي بالتزكية ايضاً، عربون وفاء وتقدير له ولعمله الجاد ولما يبذله من جهد حقيقي وصادق في خدمة أبناء قريته وأهله.
يوجد في قرية الغجر الأطباء (طب بشري واسنان) ومحامون الذين قسم كبير منهم كان تعلم في جامعة دمشق على نفقة الحكومة السورية حتى قبل سنتين وأيضاً المهندسون، المعلمون والموظفون والعمال والعاملات وبعض الفلاحين، نسيج أصيل من كافة الفئات تزين القرية.
يوجد في قرية الغجر جامع قديم عمره أكثر من 150 سنة وبعض المقامات والأضرحة المقدسة لبعض المقاتلين الذي سقطوا في جوار أو داخل القرية أثناء الفتوحات الإسلامية.
مضافة القرية :
لعل أهم وأبرز إنجاز سجله أبناء قرية الغجر لتوطيد نسيجهم الاجتماعي والعائلي والوطني، الذي كان له الفضل الأكبر في المحافظة على ذواتهم من الانصهار والتشتت أمام القيم والعادات الأجنبية التي تغزو الجولان ثقافيا وسياسياً، هو هذا البناء الكبير الذي يجمع أبناء القرية على اختلاف أجيالهم وأعمارهم يومياً- المضافة أو "بيت الجميع الذي بناه السكان في العام 1981 قرب المضافة القديمة المبنية من الحجر البازلتي الأزرق بتعبهم وعرق جبينهم، من خلال التبرع بمبلغ شهري من كل مواطن وتعاونوا بالعمل فكان الجميع يعمل كل حسب دوره وحسب إمكانياته وحسب تخصصه.
فالمهندس خطط للبناء مجاناً، والبناؤون بنوا تبرعاً، والحداد وضع الحديد وهكذا حتى انتهى العمل سنة 1985 م. هذا البيت الضخم وضع تصميمه لجنة من المختصين والمهندسين بلغت مساحته حوالي 300 متر مربع وفي داخله قاعة مساحتها 96 متراً مربعاً تطل المضافة على نهر الحاصباني وبلدة الوزاني اللبنانية المقابلة لقرية الغجر. تستضيف المضافة يومياً، في فترتي الصباح والمساء، معظم سكان القرية، وجميع المشايخ للتباحث في شؤونها حيث يتبادلون آخر الأخبار والتطورات والأحداث داخل القرية وخارجها، ومنها يؤدون مناسباتهم الاجتماعية في الأتراح والأفراح والأعياد والمناسبات الخاصة والعامة المختلفة. والمضافة في قرية الغجر هي المكان الأوحد لحل الخلافات والإشكاليات الداخلية بين أبناء القرية دون تدخل أية جهة خارجية.
المركز التربوي:
يوجد بالقرية مركز تربوي وهو ناشط جداً. وفيه تقام جميع الفعاليات التربوية لطلاب المدارس وخاصة في ساعات بعد الظهر من أجل ملئ الفراغ عند الأولاد واستغلال أوقاتهم بما هو مفيد لهم.
عيادات :
يوجد في القرية عيادة صندوق المرضى لاستقبال المواطنين والمراجعين، تعمل طيلة أيام الأسبوع، كما ويوجد عدة عيادات لطب الأسنان.
معيشة السكان :
يعتاش سكان قرية الغجر بغالبيتهم على العمل خارج القرية باستثناء: المعلمون/ المعلمات، موظفو المجلس المحلي، مساعدات روضات وأصحاب المهن الحرة.
المصادر بلطف: -الأستاذ احمد الخطيب
– موقع المجلس المحلي