رحلة عذاب وقهر/عادل شمالي
ما عدت أعي ما يحدث
اسرح مجنونًا
في جعبتي حكاياتٌ ورواياتٌ
رسمتّها الآهاتُ والأوجاعُ
بطلُها إنسانٌ
ضميرُه لا ينامُ
أكتب عن أوجاعِ البشرِ
أرثى أطفالَ الشُّعوب
أبكي بصمتٍ
يقتلُني صمتُ الأحزانِ
اغتصبتُ أحداقي
لا أريد..
أن أرتوي بشلالِ الدّمعِ
لا أحِبُ الغدرَ والآلامَ
عالمي محبةٌ وهدوءٌ وسلامٌ
خانته عولمةٌ زانيةٌ
من حولي حزامٌ من نارٍ
قتلٌ ودمارٌ وأحقادٌ وأشرارٌ
وأنا في وسَطِ الزِّحامِ
بين دَوي المدافعِ وأزيزِ الرُّصاصِ
قلبي مع الأطفالِ والنَّساءِ والشُّيوخِ
ومحاربينَ من جنودٍ وشبابٍ
رُبّما يعودونَ بسلامٍ
أو أشلاء في توابيت مكللةٌ بالغار
ربما لم تسع المقابرُ
ومن بقي حيًا يهاجرُ
وأنا ما زلت مسافرًا
بجعبتي آلامي وأوجاعي
أسير بأمرِ القدرِ
أشتم العولمةَ والمصالحَ
برحلةِ عذابٍ وقهرٍ
عالمي إلى دمارٍ
وحكامنا يا للعارِ
يبحثون عن حروبٍ ونارٍ
كفى أن تتحوّلَ المقابرُ يوميًا إلى مزارٍ
والسَّماءَ إلى دُخانِ العَهرِ
والأرض إلى حُمَمٍ من بركانٍ
وعالمنا في أسوءِ حالٍ
يهجعُ مدفونًا بالأحزانِ
عادل شمالي