المملكة العربية السعودية وولي العهد محمد بن سلمان
ماذا يجري لأمةٍ “قادتها صغارها”
بقلم الأعلامي والشاعر عادل شمالي
قيل…”اعطي الخبز للخباز ولو أكل نصفه” مثل عربي شائع وكما يبدو ويقال” المثل نبي” هكذا تعلمت في مدرسة كبار السن من الحكماء والعقلاء.
إن ما يحدث في المملكة العربية السعودية من أحداث اليوم وفي السنوات الأخيرة وخاصة بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز كرسي العرش وقيادة البلاد يسير الريبة والخوف على مصير هذه الدوله العربية. فهو ما ان إستلم منصبه وتربع على كرسي العرش إلا وبدأ يحضر خليفته من بعده مما جعله يخلع ولي العهد السعودي نايف بن عبد العزيز أخيه وتنصيب إبنه الأمير محمد بن سلمان خلفًا لعمه المخلوع نايف بن عبد العزير، خطوة جريئة ومفاجئة، كان لها صداها مما أدت إلى أن يستبشر الناس خيرًا بهذا التغير وخاصة إن الأمير محمد شاب وعليه آمال كثيرة من الممكن أن تؤثر إيجابيًا على تغيير بعض المفاهيم و نمط الحياة بإتجاه الديمقراطية في المملكة وخاصة تبعض الإصلاحات التي تلبي مطالب الشباب السعودي وإنصاف المرأة ببعض الحقوق التي تعتبر شبه معدومة حقوقها، وأن يقود الشعب السعودي إلى الإنفتاح والتقدم إلى الأفضل، لكن وللأسف كما يبدو جرت الرياح بما لا تشتهي السفن وأخذ القبطان يقود السفينه بعكس ما تجري الرياح ، يقودها باتجاه زوابعٍ وأعاصيرٍ لم تنجو منها، إن لم يستطع التحول والعودة مسرعّا لإستعمال البوصله بشكل صحيح وقيادة السفينة إلى بر الأمان.
فمنذ بداية إستلامه مهامه كولي عهد حاول أن يبدأ ببعض الأصلاحات كالسماح للمرأة بسياقة السياره مع بعض الشروط والعمل على بدء خطة إقتصادية لسنة ٢٠٣٠ خطة مدروسة جيدًا، رأى بها الكثيرون من ذوي الشأن إنجازًا كبيرًا وتفاءلوا خيرًا بأن ذلك سيقود إلى إنفتاح المملكة وجلب الديمقراطية ونمو الحركة الإقتصادية الأمر الذي سوف يؤدي إلى الإزدهار والإنتعاش فيها.
لكنه أخفق كثيرًا في ذلك ومن أهم هذه الإخفاقات والفشل كان:
١. إعتقال أفراد من العائلة المالكة من أمراء وأصحاب رؤوس أموال، مما زاد في كسب العداء له وزيادة خصومه السياسين.
٢. إبعاد مقربين من أفراد العائله المالكة عن مناصبهم.
٣. صرف الملياردات من الدولارات على شراء الأسلحلة من أمريكا ودول أوربا بدل أن يستثمر في بلاده.
٤.الحرب الذي تقودها السعوديه على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات وخسارة عشرات الملايين من الدولارات يوميًا رغم أنها حتى الآن لم تحقق اي إنجاز هناك.
٥.دعم المسلحين والإرهابيين الذين يقاتلون في سوريا من سنة ٢٠٠٩ حتى الآن.
٦. اتهامه بالتحريض لمقتل الإعلامي السعودي خاشقجي في تركيا.
٧. معاداة قطر ومحاولة حصارها الذي فشل.
٨.معاداة إيران .
٩.احتجاز رئيس حكومة لبنان الأسبق السيد سعد الحريري
١٠.الخلاف مع تركيا
١١. حرب البترول- ضخ كمية أكبر من المطلوب في الأسواق مما أصاب هذا السوق بالنكسة وإنخفاض سعر برميل النفط إلى ١٨ دولار امريكي ، سعرًا لم يشهده السوق من عقود.
١٣.كسب العداء لروسيا ومحاولة ضرب إقتصادها بسبب ضخ ملايين براميل من النفط للأسواق وإغراقها بالنفط.
من هذه الأمور والنتائج نرى إن محمد بن سلمان الأمير الشاب بتصرفاته هذه غير المدروسة والتي لا تعتمد على رؤية حكيمه ، يقود بلاده نحو التهلكة وإغراقها بديون طائله سوف ترافقها إلى عشرات السنين، حالة يصعب الخروج منها بسهولة.
وبإعتقادي إن الأمير محمد ولي العهد إذا استمر في هذا النهج وبقيادة بلاده بدلًا عن والده الملك سلمان، سوف يؤدي إلى تفكك السعوديه وإبطال دورها الرائد في القيادة لا قدر الله، المملكة العربية السعوديه هذا البلد العربي الإسلامي الذي نكن له كلَّ مودةٍ واحترام.
فأتمنى أن تعيد القيادات السعودية حساباتها وكما يقال “الويل لأمةٍ تضع “الصغير بمكان الكبير”.